حسام عبدالنبي (دبي)

يرى محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية، أن القراءة جزء لا يتجزأ من المسيرة المهنية والحياتية لرجل الأعمال الناجح، إذ تساهم في تعريفه على ثقافات ومعلومات يمكن استخدامها في مسيرته العملية، كما تساهم في زيادة آفاقه وتحسين رؤيته للأمور والمشاكل التي قد تواجهه في حياته الشخصية والعملية، والأهم أنها تساعده على تقبل الخسارة والتعلم من تجاربه خصوصاً عند قراءة تجارب كبار رجال الأعمال وكيف تعلموا من فشلهم وتمكنوا من قلب هذا الفشل إلى نجاح.
ويؤكد العلي، أن أي كتاب يصدر يُمكن أن يضيف معلومات وثقافة حياتية هائلة للمتلقي، ولذا لا توجد كتب مهمة وكتب غير مهمة، ما يعني أن المنفعة الحقيقية تأتي من فعل القراءة بحد ذاته وليس بنوع الكتاب أو عنوانه.
وقال لـ«الاتحاد»: من دون شك هناك بعض العناوين التي تعنينا أكثر من غيرها نظراً إلى ارتباطها بشكل مباشر بمجال عملنا أو بأمور نهتم لأخذ المعلومات عنها، مشيراً إلى أنه يحرص على قراءة جميع كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأنها دائماً مليئة بالأمل وتبعث على روح الإيجابية والعزم والطموح، بالإضافة إلى قراءة بعض الكتب كـ«الأب الغني والأب الفقير» للكاتب روبرت تي كيوساكي، وكتاب «أيقظ قواك الخفية» من تأليف أنتوني روبينز.

الاختيارات
وتحدث العلي، عن أهمية ألا تكون الكتب التي يقرأها رجل الأعمال مرتبطة بمجال عمل معين، وقال: نظراً لانشغالات الحياة وخصوصاً من الناحية المهنية، فإن الإنسان مضطر إلى اختصار لائحة العناوين والمواضيع إلى ما تهمه وتعنيه بشكل مباشر، ما يجعل أغلب العناوين التي أقرأها مرتبطة بشكل مباشر بمجال العمل ولكن ليست مقتصرة عليها فقط.
وعن الاعتقاد بأن ضيق الوقت وضغوط العمل قد تجعل رجل الأعمال لا يقرأ بالشكل الكافي، قال العلي: ما من شك أن رجل الأعمال لديه الكثير من المشاغل، خصوصاً أن طبيعة عمله لا ترتبط بساعات عمل معينة أو بمكان جغرافي محدد، وعلى رغم هذه الظروف، فإنه من الضروري إيجاد الوقت للقراءة، لذا أحاول في أي مناسبة أو عند أي وقت فراغ أن أقرأ كتاباً، كما أحرص كلما استطعت أن أقرأ خلال رحلات السفر.
وأضاف أن «القراءة هي أمر رئيس في عملية التنشئة، لذا أحرص دائماً على أن يكون فعل القراءة فعلاً ثابتاً في الأسرة من خلال تحفيز الأطفال على القيام بهذا الأمر ودعمهم بشتى الطرق والوسائل، وتسخير كل الطاقات والإمكانات التي لدي لتشجيعهم على القراءة»، ناصحاً الشباب بالحرص على القراءة. ويقترح تخصيص أوقات يومية أو أسبوعية ثابتة للقراءة، بمعنى أن يخصص الشاب ساعة معينة يومياً أو أسبوعياً، حسب وقته وإصراره، للقراءة، داعياً إلى البدء بقراءة 50 صفحة من أي كتاب.

الثقافة المالية
في حديثه، قال: نحن نعمل بشكل مستمر على دعم كل المبادرات المرتبطة بالقراءة وبتحسين الثقافة المالية بشكل مباشر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، دعمنا كشركة «الصكوك الوطنية» مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وأشار إلى أنه انطلاقاً من إيماننا الراسخ بضرورة تعزيز القراءة في المجتمع لما لهذا الفعل من أثر في بناء جيل مثقف وواع يساهم في مسيرة بناء مجتمع المعرفة الذي نتطلع إليه في الإمارات، فإن واجبنا الوطني يحتم علينا دعم كل المبادرات الثقافية التي تساهم في وصولنا إلى هذا المجتمع، والمبادرات التي تساهم في ترسيخ الثقافة المالية وثقافة الادخار على وجه الخصوص.

عصر استهلاكي
وفيما يخص المطالب الدائمة بتضمين المناهج الدراسية بمواد عن الثقافة المالية، أفاد العلي، بأننا نعيش اليوم في عصر استهلاكي، إذ يتعرض المستهلك يومياً لمواد وأفكار تشجع على الاستهلاك في كل اللحظات بغض النظر عما إذا كان هذا الاستهلاك ضروريا أم ثانويا، منبهاً إلى ضرورة حصول الطلاب على الثقافة المالية التي يمكن أن تساعدهم في التمييز بين أنواع الاستهلاك، وتحفزهم لزيادة إنتاجهم وتخصيص جزء من هذا الإنتاج نحو الادخار مهما كانت الظروف، خصوصاً أن الادخار يلعب الدور الرئيسي في تحفيز الاستثمار، وبالتالي زيادة الإنتاج.
وأوضح العلي أنه يجب على الطلاب في المدارس، لأنهم جيل المستقبل وقادته، أن يميزوا بين الإنتاج والاستهلاك والادخار، ليتمكنوا من إدارة أموالهم بطريقة سليمة ما يضمن تخفيف مستويات الاستهلاك غير المبرر، وتمكنهم من الادخار في المستقبل بهدف الاستثمار في مراحل لاحقة وإدارة حياتهم المالية بأفضل الطرق من دون الوقوع في مستويات عالية من الديون، فالتخطيط لمستقبل مالي مستقر جزء أساسي من عملية التعلم.